رسالة إليك .. رسالة إليه ..  

Posted by: محمد إبراهيم محروس

عندما أكون محبطا فهذا ما يدعوني للكتابة.. دوما أجد أن الطريق الأساسي لحياتي أصبح كمية من الفشل والإحباطات المتتالية ليس هناك بديل آخر لي سوى أن أزيد من جرعات التفاؤل، ولكن دوما ما ينقلب الحال لضده؛ وأجد أنني أقف على تلك المنطقة الوسطى ما بين الملل والاختناق .. كل ما حولي يدعوني أن أكون ساخطًا..أشياء كثيرة جدًا سوف أصدع دماغك بها لو قراءتها عليك ، يكفي شعوري بالإحباط ودرجته وما تشعره أنت من كلماتي حتى تعرف إلى أي مدى وصلت بي الحال صديقي .. نعم أنت .. دوما ما أجد أنني فاشل أيضا في توصيل صدق مشاعري للآخرين.. عندما أمر بهذا الأمر أجد أن أفضل ما أفعلة أن أنزوي.. أخذ ركن داخل نفسي للانزواء .. يكفيني ما أنا به من ألم .. فلا يجب أن أزيد من الضغينة بيني وبينك لمجرد أنني أود الكلام معك.. الإحباط ذاك العامل النفسي الذي لم يجد له العلماء تفسيرًا ولكنه الحقيقة.. كل شيء حولنا محبط، فلماذا تطلب منى أنا أن أكون مختلفًا, الحياة بالنسبة لي لغزًا لا أفهمه ولا أحاول فهمه، لأنني عندما أفكر في فهمها يزداد الضيق بداخلي؛ وأفقد الكثير من عالمي.. رضيت يومًا بالاستسلام لهذه الدرجة من الشعور بالتدني إذن لأقبل صاغرًا .. لا داعي لكي أدعي البطولة وهي ليست فيّ .. منذ صباح ماضي وأنا هكذا ، بل منذ عدة أصبحة .. حتى أصبح العد بالنسبة لي لا جديد.. لماذا أحصي أيام فشلي، وأيام ضعفي وأيام انكساري.. لحظاتي مع الفرح معدودة وظالمة دومًا ، حتى وأنا أرتكب فعلا قد يقلل من نفسي أمام نفسي.. أشعر أنني بارتكابي لهذا الفعل حتى لو كان في نظر الآخرين شيئًا لا ضرر منه أجد أن الاقتراب من الموت هو الحل الوحيد ، بل أرى الضعف يكسر نفسي يوما بعد يوم .. هل تعودت يا صديقي أن تكون هكذا أن تعترف بأخطائك أمام غيرك.. للأسف أنا غيرك.. أنني أعاقب نفسي على الخطأ قبل أن أعاقبك معي.. ما ذنبك أنت لتكون صديقي.. هكذا أنا نشأت بيني وبين الحق شعرة لا أريد أن أكسرها ، ولكنك دومًا تجبرني بكلماتك لي أن أحدد مدى تلك العلاقة ، بل تضع شروطا لعلاقة الصداقة .. إلاّ يوجد في هذا الزمن صداقة بدون شروط ؟!.. إلاّ يوجد؟!إذن كان العيب فيّ.. فهذا ما نشأت عليه وأن كان العيب فيما حولنا ، حتى أصبح مجرد أن أناقشك تفكيري ظلم وجريمة أن أقول لك عما يجعلني متفائلا ، وعما يسلبني شخصيتي ، ليكن الاعتراف أمام نفسي كاملا ، لا داعي لتزويق العبارات والجمل ،أنا إنسان هش .. هذا حقيقي للأسف لك أن تقبل به أو ترفضه ، أنا إنسان غير مميز في أي شيء حتى درجة تميزي عن غيري هو نقطة ضعف ليست في صالحي لماذا أريد أن أكون مختلفا ومميزا .. هه لماذا ؟!!بالطبع لا أجبرك على أن تجيبني؛ فانا أعلم مسبقا أنك لا تعلم وأنت تدرك جيدًا هذا..لحظات الألم..هل استمتع بها يقولون أن هناك نوع من البشر يجد اللذة في أن يعذب نفسه.. هل كنت أنا منها يا صديقي.. هل اخترعت مبررات لحياتي أو لحياتك.. ما معنى الحياة في الأساس .. أعطيني تعريفا بسيطا لمعناه بعيدا عن كل كتب الفلسفة والشعر وقصص الآخرين.. منذ فترة وأنا أحاول أن أمهد لتعود لي صديقا كما كنت.. ولكنني كلما مر الوقت اكتشف ببساطة أنني أحرث في مياه محيط جاف.. محيط تشقق بداخل نفسي عن يأسي بالاستمرار.. ربما كانت تلك رسالة انتحار .. ليس الانتحار دوما بالقتل .. ولا بالسم.. الانتحار الآن مجرد قرار بالاستسلام سوف استسلم.. استسلم للحياة، سوف أتركها تعبث بي كما تفعل دوما فما الجديد، هل حرنت مع الدنيا من قبل، فعلتها أنا كثيرا، حتى مللت اللعبة واكتشفت في نهاية المطاف أنني اقتل نفسي بالبطيء ، سلمون وشن إلا تنطق هكذا.. للأسف أنا يجب أن أعترف أنني لا أجيد لغة للحوار غير لغتنا العربية ، كلماتها برغم سخائها الواسع معنا ضئيلة بل ضعيفة أمام ما يدور بداخلي تجاه هذا العالم .. لن أزعم البطولة كما قلت لك ، ولن أقدم لك مبررات لفشلي في كسبك وكسب غيرك ، من يرغبني كما أنا فأهلا به ، هذا ما أعتدت عليه ، وهذا ما عرفته نفسي لنفسي، ولكن للأسف لا أحد يريد أن يقبلك كما أنت .. منذ مدة ، أو منذ زمن أو منذ فترة أيا كانت المسميات فقدت آخرين غيرك لمجرد صراحة غبية كما أطلق عليها آخر عندما علم بالفقد .. الشعور بالانكسار مؤلم يا صاحبي ، ولكن لتشعر به معي ربما ، وأقول ربما ,, لأن ما حدث بداخلي تجاه الآخرين من الصعب تجبيره بكلمات وجمل ساذجة من نوعية أنت حبيبي وما شابه ,, الانكسار بداخل النفس ليس مجرد كلمة تراها أنت مكتوبة أمامك الآن، ربما تحسها، وربما لا تحسها ، لم أجد بعد تلك الجملة التي تعبر عما يمور داخل نفس مجنونة مثلي ، نعم أعترف أمامك وأمام الآخرين أنني شخص مجنون بمعنى الكلمة وأدرك نهايتي للأسف ..ربما كنت الإنسان الوحيد الذي يدرك نهايته كالقاتل تماما ، فالقاتل وهو يرتكب جريمته ومهما فر يدرك بداخله أن هناك لحظة القصاص، وأنه سيقع وسيدرك نهايته .. للأسف اكتشفت هذا بدري كما يقولون كان يجب أن يتأخر بي الوقت للحظات الاكتشاف، ربما وقتها قد أكون شخصًا آخر في مكان آخر، وبالطبع ليس في زمن آخر..لأحدثك بصراحة وهذا ما قد يغضبك ، ولكن لتكن بذرة جديدة أبللها بريقي ربما نبتت يوما ما برعما صغيرًا ،أيا كان ما يدور بخلدك كما يقول الأدباء والمفكرين فأنا لست بهذا الشخص الذي تظنه ، لست ضعيفًا، ولست غبيًا ، ولست بأخر شخص يفهم طبيعة نفسه ، بالطبع الكل يظن أنه أنصح من في الكون، وأنه من يولد الكتكوت صقرًا ، ولكنني أقولها لك وبدون مجاملة لست الشخص الذي تظنه ، ولست بهذه الطيبة التي أزعمها أمامك ، ولست بهذه الصراحة أيضا التي أدعيها .. هناك دوما نقط وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها في الصراحة حتى لا تمثل عبئا أضافيا على حياتك.. اسمع مني أرجوك ، وأعطني الفرصة لأتكلم أنا اليوم.. أريد الكلام ، قد أكون قد أتيت بجملة من الشرق على جملة من الغرب لكي أكون أمامك جملة تقرؤها أنت وتمصمص شفتيك عجبا ، ولكني أطمئنك أنني لن أبحث في قواميس اللغة عن لغة، ولكن أبحث بداخل صدري عن قلب آخر ، يكفيني قلبي ويكفيني أنني أشعر به ، برغم ضعف نبضاته أحيانا وبقدر عصيانه لي في أحيان كثيرة لدرجة أنني قلت علية قلب....أنت تفهم طبعا لا داعي لتكملة النقط حتى لا أثير اشمئزازك بقراءة كلمة لا تحبها ، ولكن هذا قلبي ، قلبي ال.....ليكن سأعطي لنفسي فرصة كي أقول لك كل شيء ومنذ البداية، بداية النهاية كما أطلقت أنت عليها.. الشعور بالملل من الاستسلام لرغبات الآخرين، ربما لم تكن أنت وقتها من الآخرين.. ولكن مع مرور الوقت اكتشف أنني ما زلت تلميذا صغيرا ينتظر أن يعطيه أبوه مصروف المدرسة ليحمل شنطته المكتظة بالكتب والتي تثقل ظهره ؛لينحني أمام الآخرين ؛حتى أصبح كسر ظهره طبيعة فيه ، لأكسر نفسي كما اعتدت على عتبة من زجاج .. ربما لا تفهم التعبير وما معنى أن أكسر نفسي على عتبة من زجاج .. ولكن يكفي أن تعرف أن الاستسلام بالنسبة لي، موت.. هذا ما يجب أن تعرفه فعندما تعاملني بعد هذا يا صديقي أعرف مسبقا أنك تعامل شخصا ميت.. مجرد جثة تتحرك تعد أيامها الأخيرة على ظهر الأرض ، ملايين البشر لم يفهموا معنى الحياة.. أأنا الميت الحي افهم؟!!! .. مستحيل يا صديقي!! .. علماء دين، وعلماء فلك، وعلماء من كافة الأنواع حتى ظننت أن العلم يباع لدى البقال، وكلهم خرجوا من هذه الدنيا بخفي حنين.. آآآآآآآه ..آآآآآآآآآآآآآآآآآآه بجد .. آه تصرخ تمزع كل اللي جوايا... ياااااااه هل خروج الروح سيكون بهذه الصعوبة؟!. . يااااه يا صحبي لو أعيش، لو أرجع إنسان من جديد .. صدقني مشتاق للحظات أنني أرجع إنسان ، إنسان بجد ، إنسان مش خايف ولا مرعوب .. تصور أنني نسيت طعم الخوف ، الرعب .. الشعور بالخوف أفتقده ، زمان كنت أخاف من كلب يجري في الشارع ،أخاف من عسكري المرور ، أخاف من نفسي لتغلط ، حاليا مات الشعور بالخوف ، مات للأسف تصور أن الشعور بالخوف مطلوب ، عارف لما يهرب منك الشعور بالخوف الحياة نفسها بتفقد جزءا كبيرا من معناها ، بتفقد لحظات اللذة وأنت بتجري من كلب مسعور خائف منه ، وبعدما تنجو بنفسك من أنيابه تقف لتأخذ نفسا طويلا وتعبئ صدرك بالهواء وقتها الهواء بيكون مختلفا تماما ، تشعر بلسعة الهواء وهو يشق صدرك آخذ طريقه للرئة ، الآن ماتت هذا اللحظات أصبح الهواء ثقيلا يدخل تقيلا ويخرج ثقيلا ، مجرد أنني أتنفس ، شهيق وزفير .. مدرس العلوم قال هذا ، شهيق وزفير .. من أعطى هذه المسميات للأشياء .. من الصعب تخيل حدود اللغة ، اجلس يا صديقي ما زال الحوار بيننا طويلا ، لن أتركك حتى تقول حقي برقبتي ..هههههههههه دعابة مملة بالطبع، ولكنني أحاول أن أتنفس حتى الدعابات، أي شيء يا صديقي أتنفسه، الهواء لم يعد يكفيني، كيف ؟!لست أدري ؟!اسم أغنية على ما أظن ، لست أدري ؟.. اجلس خذ راحتك..هه ، وصلنا لأين ، أظن أننا لم نصل إلى أي شيء بل وقفنا ، وقفنا ننظر لبعضنا أن نخطئ أن نهفو لنقوك : عندك ... لا أسمح لك ..عندما تدخل لا أسمح لك بين الأصدقاء فهي بداية النهاية ، وهي نهاية البداية .. يقولون لكل شيء بداية ونهاية، ولكل طريق نهاية.. ولكنني للأسف اخترت أن أحفر وسط الطريق ، أن أثير زوبعة من الرمال؛ لأبحث ما تحت هذه الكومة الخراسانية من الأحاسيس ، هل تشعر بالفراغ ، هل تشعر أن الحياة ينقصها شيء ، عنك بالتأكيد لا تشعر بهذا ، ولا تشعر أنني الشخص الذي كنت تتمناه ، أطمئنك أنني كنت الشخص الذي تتمناه صديقًا ، ولست أزخرف البضاعة لك .. وكنت انتظر منك المثل ، ولكنني لم أجد سوى تجاهل المشاعر ، والمبالاة .. كلمة عقيمة هذه المبالاة .. هناك التجني ، والظلم .. أعرف أن قراري الأخير سوف يصدمك ،وسوف تظن نفسك بطلا وأنك ضحية الصداقة البيضاء وأنك المنزه عن الخطأ.. دعني أطمئنك مرة أخرى أعرف كل ما سوف يحدث داخل نفسك ، وأعرف كل تفكيرك وقتها ، وأعرف إلى أين أمضي بنفسي بعيدًا عن سنوات ظننتها للأسف سنوات صداقة وحب ، ولكنني اكتشفت أنها لعبة من القدر ، ومن أنا حتى أظن أنني لعبة في يد القدر ، أنني كما اتفقنا ميت حي .. الحياة بالنسبة لي ليست مجرد غنى فاحش أو سهرة لطيفة أو مجاملة ظريفة أو فيلا أو أيا من هذا القبيل الساذج .. الحياة أن أحيا..أن أشعر، أن أحس أنني بالفعل إنسان ولست بميت.. ولكن بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما وهي عمر صداقتنا كما حسبتها أنت من ثلاث سنوات.. نعم من ثلاث سنوات، فهذه السنوات الثلاث خارج نطاق الخدمة، لم تدخل حيز الصداقة؛ لأننا وقتها بدأنا النهاية الطبيعية للموت، لموت الجمال والصدق، لموت الإحساس النبيل بالشعور.. ها أنت تتزوج وأحضر فرحك مصادفة بغرض المجاملة عندما عرفت من غريب عنا .. لم أرقص في فرحك.. اكتفيت أن أربت على كتفك وأنا أقول لك: مبارك.. مبارك يا صديقي..هل تضم سنوات زواجك لخدمة الصداقة ، لم أرك فيها إلا لماما كما يقال ، مجرد لحظات تمر .. هل شعرت أنت وقتها باختلافي أنا الآخر .. لا أظن كل ما شعرت به وقتها أنت أنني أتغير للأسوأ ألم تسأل نفسك لماذا ؟!.. لماذا؟!ومنذ متى وأنت تسأل عن أي شىء يخصني ، يكفي أن أسأل أنا عن كل شيء يخصك ، أهذا هو تعريفك للصداقة علاقة من اتجاه واحد أن تكون أنت بؤرة الحدث وما حولك كومبارس هازل قبيح .. لن أرتدي قناع البلياتشو بعد اليوم .. بل لم أعد ارتديه منذ قررت أن أتوقف عن الحياة ، البعض يقول : ما هذا الوش الخشب ؟!مصطلح جديد في اللغة، رغيت كثيرًا أليس كذلك؟! صدعك رأسك النبيل ومخك العبقري بكلمات جوفاء من شخص ممل ويظن في نفسه الذكاء، أريد أن أريحك ..سأكف مؤقتا عن الكلام معك.. ولكن كلمة في النهاية .. صدقني كنت أود أن نظل أصدقاء وأن أظل أنا إنسان..شكرا

This entry was posted on 1:09 ص . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

0 التعليقات

إرسال تعليق