فتاة الشيكولاتة  

Posted by: محمد إبراهيم محروس


لم تهتد قط إلى الطريقة الحقيقية لعلاج أخطائها، دوما كانت الأخطاء بالنسبة لها شيئا منتهيا، الأشياء التي تخطئها كثيرة جدا، ولكنها تعودت منذ فترة ألا تهتم بتلك الأشياء التي يعتبرها الآخرون أخطاءً، فهي مجرد حياة سوف تحياها كما تريد، لا سبيل إلى كشف الغموض حول نفسها المعقدة، تدرك منذ فترات بعيدة أنها هي، هي بكل نقائصها وأفكارها، هي بلون شعرها الذي اعتادت أن تغيره كل فترة، اليوم أحمر، غدا أصفر، بعد غد أسود، تتذكر اليوم الذي نصحتها فيه هبة بتجربة اللون الأزرق، ولكنها انزعجت يومها وهي تتأمل ملامحها في المرآة، عينان سوداوان وحاجبان تم رسمهما بلون أزرق، وشفتان رسمتا بدقة، كل شيء فيها دوما يدعو للتجديد؛ وكأنها خرجت إلى الحياة اليوم، كم كانت نظرات مدير الفندق، والعاملين به تزعجها أحيانا، وربما تلقت من أحدهم كلمة تزيد من عصبيتها التي هي جزء حقيقي من تكوينها النفسي، ملامحها اليوم متغيرة عن كل يوم، ترتدي فستانا أزرق يضفي عليها إحساسا رائعا بالبراءة، تتأمل وجهها في المرايا المنتشرة بطول ردهة الفندق، تخرج من حقيبتها باكو من الشيكولاتة تقضم منه في تلذذ وهي تتذكر أن أصدقاءها أطلقوا عليها اسم فتاة الحلوى؛ لما تحمله دوما من حلوى، تهز كتفيها عندما تلمح نظرة استغراب من أحد العمال وهي تقطب جبينها أمام المرأة وتحدث نفسها، قالت لها هبة: ألا تتأخر اليوم كثيرا فهو عيد ميلادها، ويجب أن يحتفلا به سويا..
طبعت قبلة على جبين هبة، وانصرفت وهي تؤكد أنها لن تتأخر.. ولكنها تشعر الآن أن الوقت يمضي أسرع من كل يوم، وتشعر أنها مختلفة تماما عن أي يوم آخر، وكأنما اليوم تحتفل بعيد ميلادها حقّا، إحساس أنها ولدت اليوم يعطيها ثقة غريبة بالنفس، ثقة أنها مهما أخطأت فهناك دوما فرصة لإصلاح أخطاء الماضي.. تتنازعها رغبة في التقيؤ، تنظر لملامحها في المرآة مرة ثانية، وهي تتمتم لنفسها بصوت هامس: يا لي من أنثى..
يقف أمامها بعد دقائق تلمح ابتسامته الرائقة، تشعر بقلبها يخفق، ويرتجف تحت ضلوعها، وجهه مشرق، وعيناه واسعتان دقيقتان، ابتسامته عذبة كما رأتها صباح اليوم عندما اتفقا على اللقاء.. همس وهو يمد يده ليتأبط ذراعها، تضحك بصوت هامس، وهو يشير إلى لون شعرها الذي غيرته عن الصباح، همست وهي تتحرك معه بمنتهي التلقائية: مجنونة..
يضحك ويبتسم لها أكثر..
إنه لقاؤهما الثاني، ولكنها تشعر نحوه بألفة عجيبة وكأنها تعرفه منذ سنوات، تشعر أن هناك أشياء تخصها وحدها تربطها به، عيد الميلاد يلح عليها بشدة.. همست وهما يقطعان الطريق سويا أن اليوم عيد ميلادها..
ابتسم ابتسامة خاصة وكأنه يدرك إلى أين ترمي بسهامها..
توقفا، قال همسا: تفضلي..
دخلت وهي تبتسم في يسر..
راح كل شيء يمضي بينهما بمنتهى التفاهم والود..
انتهى من عمله الذي استغرق كثيرًا، والذي ظنت هي أنه لن يستغرق سوى نصف الساعة في جميع الأحوال
.. قال لها همسا: تعبتِ ؟
هزّت رأسها أن لا..
ابتسم وهو يقف: ولكنني تعبت..
بعد فترة هزّت رأسها وهو يتجه إلى الباب ويشير إلى الكوميدينو بجوار السرير..
مدت يدها وهي تقوم وتلف نفسها بالملاءة وتتناول النقود؛ لتضعها في حقيبتها.. وتأخذ طريقها إلى الحمام، وقد قررت أن تهدي نفسها علبة فاخرة من الشيكولاتة ،وهي تهمس: يجب أن لا أتأخر عن عيد الميلاد...

رؤية تحليلية لأحلام نارية  

Posted by: محمد إبراهيم محروس

رؤية تحليلية لأحلام نارية...


تمهيد
رواية" أحلام نارية" للكاتب:(محمد إبراهيم محروس)
هذه الرواية التي عند قرائتها كنت أشعر كمن انتهى لتوه من الركض لمسافة طويلة،فلم يتوقف تأثير العنوان على الأحداث والمضمون فقط، بل تعداه إلى إيصال شعور التوهج إلى القارئ نفسه.

له العديد من الأعمال الأدبية منها:رواية الخيال العلمي"من أجل الارض"
ورواية" لص الفضاء".
وله أيضاً العديد من القصص القصيرة المنشورة في المجلات والجرائد المحلية
وقد فاز بجوائز أدبية على بعض القصص التي دخلت المسابقات الأدبية الشبابية.
...........

قترب "أحلام نارية" من "النوفيلا" كشكل سردي-وهي(أطول من القصة القصيرة وأقصر من الرواية الطويلة).
تأتي أحلام نارية في شكل الروايات الحديثة المعاصرة من حيث بدايتها التي تدمج القارئ مباشرة في حياة البطل ليتم الانتقال في علاقة تبادلية بين واقع البطل المعاش وماضيه الذي يظهر لنا في شكل مذكرات متقطعة ،هذا الماضي الذي رسم له الحاضر.

"أحلام نارية" من الأعمال الأدبية التي تصلح لكل زمان فحلم الهجرة هاجس يراود الكثيرين منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا إلا أنه مع تغيير الثقافات أصبح يتخذ منحاً جدياً يرتبط بثقافة المجتمع السائدة التي تؤصل لدى أفراد الجماعة أن حلم الهجرة هو تحقيق لكل الأحلام وأولها الحرية المفقودة في المجتمعات الشرقية ،وقد انقسمت الرواية إلى جزئين مذكرات وتحوي أحاديث البطل عن ماضيه، وحاضره المعاش الذي كان نتاج هذا الماضي .

وتجدر الإشارة هنا إلى أنني لم أعتمد في دراستي التحليلية "لأحلام نارية" على مدرسة محددة في البحث والنقد،ولم أهتم بتحليل جانب واحد فقط ،كما حاولت تجنب فصل الكل عن الجزء وراعيت النظر إلى الجزء باعتباره مكون للكل والنظر للكل على أنه مجموع أجزاء النص مجتمعة.
لذا فقد تداخلت المدرسة الواقعية على الرمزية على النفسية في دراسة النص كما اعتمدتُ على ذاتية القارئ إيماناً مني بأهميتها ولم أحاول تغليب مدرسة نقدية على أخرى لأن ذلك من شأنه أن يخفي جوانب إيجابية في النص. كما أن الكاتب كان متنوعاً ولم يقيد نفسه فيجب علي مسايرة تنوعه فليست دراستي لصبغ العمل بألوان باهتة وطمس الصورة وإنما لزيادة ايضاحها.

مقدمة أساسية:
تمتاز "أحلام نارية" بالطابع العصري ولا تفرض على القارئ ثقافة غير عادية بل هي تخاطب الفئات على اختلافها وهذا جعلها سهلة للغاية لم تتعمق بشكل كاف فيما أراه هاماً لإثرائها كأهمية التعمق أكثر في العنصر الاجتماعي في تقوية فكرة الهجرة ونظرة المجتمع لها كشئ خيالي يجلب السعادة والحرية وكان تناول العنصر الإجتماعي المؤثرفي رواية تحمل هذه القضية بسيطاً وسطحياً(هذا على اعتبارأنه تم تناولها بقوة أكبر من كتاب آخرين) وتتمثل في شعور الشباب بالاضطهاد الذي يشعرون به في مجتمعاتهم.

أيضا لم تأتِ الرواية على ذكر مساوئ الهجرة القوية التي لا ينجو منها أي مهاجر كالتغريب وأزمة الهوية .
كما يلاحظ القارئ أن الرواية تسير في شكل تبادلي بين استرجاع الماضي وربطه بالحاضر إذ يظهر جلياً أن الأحداث الواقعة للبطل والتي خاض غمارها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بماضيه.

العنوان:

يعتبر العنوان عنصر أساسي وهام لأي عمل فني حيث إنه الواجهة الخارجية والمفتاح الأساسي لفهم العمل وشد انتباه القارئ وإثارة فضوله ، وينقسم العنوان إلى قسمين :
عنوان مباشر الدلالة يعبر بوضوح عن النص،
وعنوان موحي تفهمه بعد قرائتك للعمل وهو يتميز باتساعه وغالبا ما يكون عبارة عن كلمات موحية ومعاني بلاغية...
العنوان "أحلام نارية" كمكون للنص يتمحور في قالب الرمزية ،تلك الرمزية التي كانت القالب الأساسي للرواية,وهو عنوان يجمع بين الوضوح والتورية ولا يخلو ذهن القارئ من تساؤل حول عنوان النص قبل القراءة،هذا التساؤل الذي يدل على نجاح عنصر الجذب.
وهنا نجد التشابه الكبير بين شخصيات هذا العمل الأدبي من حيث حالة اللهاث المحموم حول تحقيق الأحلام والبحث عن شيئ ينقصها تلك الأحلام التي تراود جميع الشخصيات الأساسية منها والثانوية ويسعون لتحقيقها رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم.في سيبل تحقيق الأحلام.....وحلم الهجرة الذي حلمه البطل وأنه سينال حريته خارج هذا الوطن ،ذاك الحلم الذي اكتوى بناره . من هنا استمد العنوان شرعيته.
مضمون الرواية:
"أحلام نارية" عمل أدبي يندرج تحت فئة الأعمال الإجتماعية فهي تنصب حول فكر الشباب الذي يتخيل أن الجنة والثراء والحرية المطلقة في الهجرة للخارج وبالذات في البلدان الأوروبية وهو لا يعلم أنه قبل أن يوافق على قرار الهجرة هو بذلك يوافق على التخلي عن الكثير من الأمور منها أدميته(عمل البطل الذي حوله من إنسان لألة)وكرامته ومبادئه.

كما نلمس أن الرواية تعرضت للأفكار الخاطئة التي يبثها المجتمع في أبنائه والمتمثلة بأن النعيم دائماً في الهجرة، وهنا يقول البطل(لم أشعر يوماً أن هناك فقراً في العالم سوى في بلدتي) هنا يكتشف أن هذا النعيم الذي كان يتصوره في بلاد المهجر لم يكن سوى صور زائفة وأن الحقيقة الجلية أن أي بلد له من المساوئ ما يتمنى كل شخص لو يتحمل مساؤئ بلده على تحمله مساؤئ بلد أخرلا تربطه به عاطفة الوطنية والحب والإخلاص للوطن.

أيضاً مقولة البطل حينما كان يناجي صديقه(الغربة تقتل ياحارون تقتل!) هذا الحلم الذي مُت من أجله يا "إبراهيم" في سبيل تحقيقه كان حلم الغربة!! تلك الغربة التي تقضي على حلاوة تحقيق الأحلام،لقد قتلت الغربة روحي وأحلامي ،تلك الأحلام التي ضحيت بحياتك لكي توصلني إليها، لقد توهمنا!، إنها ليست أكثر من مجرد موت بطئ في أرض ليست أرضنا.

أنت مت مرة واحدة يا" إبراهيم" أما أنا فقتلت عدة مرات ،حينما فقدتك ..وكنت أرى الرفاق يتساقطون الواحد تلو الأخر،وحينما وجدت أن الحلم الذي وهبتنا حياتك لأجله لم يكن سوى سراب وكنت أموت كل يوم ومع مشرق الشمس وغروبها....إنها مرارة الغربة وقسوتها التي لا ترحم.

وتتطرق الرواية بشكل غير مباشر للمقارنة بين الثنائي_الوطن والمهجر_تلك المقارنة البسيطة التي أظهرت في آخر الأمر أن الغلبة للوطن مهما كان سيئاً لأنه في الحقيقة ليس بهذا السوء الذي يراه الشباب في الداخل والذي يظهر جلياً لهم حينما يخوضوا تجربة الهجرة.

كما يرسم لنا الكاتب الحالة الشعورية السائدة للمهجرين من حيث شعور الوحدة الذي يلازمهم وأن أي علاقة مهما حاولوا إقامتها يكتشفوا أن للعلاقات الإنسانية معاني مختلفة تماماً عن تلك التي تعودوا عليها في بلدهم الشرقي فيظهر لنا أنه رغم العلاقة الحميمة التي تربط البطل بمختلف الشخصيات إلا أن القارئ يلمس علاقة متناقضة من الخديعة وعدم الأمان لمشاعر الأخر.

كما يتضح لنا أن تلك الوحدة التي شعر بها البطل جعلته يظل فترة طويلة يعيش بعقل وقلب أحلام أخرين حتى ذكريات وألآم أخرين كأنما تاهت عنه نفسه وتخلى عنها بمجرد ابتعاده عن وطنه والتي لم تعد له إلامع اكتشافه الوهم الذي كان يعيش فيه.

نأتي إلى نقطة أراها أضعفت العمل الفني قليلاً وهي من وجهة نظري كانت تحتاج إلى مزيد من الإهتمام ليس لأنها روح العمل الفني ولُبه فقط بل لأن العقدة الأساسية كانت في ذلك الجزء واكتملت بها عناصر الرواية ، أتحدث هنا عن الجزء البوليسي في الرواية فقد تميز ببساطة شديدة وهو ليس من صفاته الفنية بالطبع إذ أن فن كتابة المشاهد البوليسية تتميز بكثير من الإثارة وبعض الغموض الازم للمشهد، صحيح أن الرواية اجتماعية إلا أن الكاتب وضع عقدة المشكلة وتطور الصراع والحل الناجم عنه في هذا الجزء،ومع أنه احتل مكانة هامة في البنية القصصية من حيث تسلسل الأحداث وأهميتها إلا أن الكاتب أهمل الإعتناء به.

الرمزية في النص:

احتلت الرمزية في النص الأدبي جانباً هاماً وقد أحسن الكاتب استغلاله وذلك نظراً لأهمية الرمزية بالعمل الفني لما له من قدرة كبيرة في إيصال المعاني الخفية،فلم يسرف الكاتب وقتة في ثرثرة سردية وحشو النص بل طوع الرمز في أحسن ما يكون لإيصال المعنى المراد إيصاله.
يعتمد النص على الكثير من الرموز سواء في أسماء الشخصيات ذات المدلول أو من خلال النص،وأقوى هذه الرموز كان رمز "المترو".

"المترو":
فهو باعتباره شكل من أشكال القطار رمز يستخدم للدلالة على حياة الإنسان السائرة بلا توقف . في تلك الحياة التي يقابل فيها أشخاص ويفارقهم ،لقد جسد لنا جميع متناقضات الحياة من اللقى والفراق والسعي وراء الأحلام وضياعها والموت والحياة والخير والشر في تلك الحياة التي تتبدل فيها الوجوه والمشاعر والشعور بالألم والمرض.
في المترو يشعر البطل بتحوله من الآلة التي تعمل في المصنع إلى إنسان يشعر ويتألم مع الأخرين.

"ميراث الأجداد":
ويعتبر من الرموز القوية ذات المدلول التي احتوى عليها النص الأدبي فلم يكن مجرد تسمية بل كان وصف ذا ايحاء عميق هذا الميراث الذي أشعر البطل بأنه ما زال ينتمي إلى أجداد لهم ميراث قوي، هذا الميراث الذي ورثه له صديقه في طريقهم لتحقيق الحلم وقد كان رفيق البطل الروحي في سعيه للقضاء على الشر.

أيضاً من الرموز القوية إختيار الكاتب لعمل البطل فهو ذا مدلول يبين لنا من خلاله أن هؤلاء الشباب الذين يتوهمون المجد والثروة تلك الأشياء ليست رخيصة الثمن أو سهلة المنال ويتضح لهم فيما بعد أنهم لن يحصلوا على أي شيئ وأنهم يتحولون لمجرد الآت وتروس صغيرة في الآلة الأوروبية الكبيرة يساهمون من خلالها في ازدهار ونماء البلد على حساب أدميتهم وكرامتهم.
لقد تاه منه الحلم أثناء مراقبته الدائمة لتلك القطع الإلكترونية الصغيرة التي تمر من أمامه، ليس هذا فقط بل إنه لم ينل ولو جزء بسيط من الحرية التي تمناها ، إنتفت في عمل يفرض قيود تلغي النمو العقلي والتقدم والإبداع.....

شخوص الرواية:

(الرجل)
وهو المحور الرئيس في الرواية حيث يحظى بدور لافت والشخصيات الرئيسية هي:
فؤاد:
البطل، وهو الشخصية المحورية الأساسية،شاب حلم بالهجرة وسعى لتحقيق حلمه،ينقلنا معه بين ماضيه وحاضره،ومفترق الطرق الذي وجد نفسه فيه حينما دخل منير الطاغوتي حياته،وهو الذي اكتشف بعد فوات الأوان أن أصدقائه الذين أحبهم ما هم إلا أناس يحققون مصالحهم صعوداً على أكتاف الأخرين.
شخصية البطل وضعها الكاتب في قالب من البساطة ولم تتغير صبغته الشرقية حتى مع الإغتراب،ومن صفاته التذمر من كل شيئ في حياته، حيث لا شيئ يريحه كما لديه نوع من الامبالاه يظهر في سماته الشخصية،ولكن مع تطور الأحداث وظهور الأزمات تختفي الامبالاة ويتحول هذا الحمل الوديع والشاب المتذمر إلى قوة تقف في وجه الشر بكل قسوة حينما يوقع بالطاغوتي وشبكته.

له علاقات نسائية متعددة بدأً"بسميرة"في مصر و"سلوى"في أول سنوات غربته إلى"جرمين".
من هذه العلاقات يظهر لنا أن البطل لم يحقق نجاحاً في علاقاته النسائية على الصعيد العاطفي ،وعلى الرغم من تواجدها في حياته إلا أنه لم يتأثر بتلك العلاقات كثيراً...رغم محاولة الطاغوتي إدخال اسم سلوى كعنصر ضاغط ليوافق على الصفقة،ولكن الحقيقة أن سلوى كانت الدافعة الأخيرة فحتى لو لم تكون هي في الصفقه لأتمها لقوة تاثير المال الذي يغلب على أي مشاعر أخرى.

إبراهيم حارون:
صديق البطل ويعتبر المحرك الداخلي له
وهذه الشخصية كنا نراها حينما كان يناجي البطل نفسه ويهرب إليه من قسوة الحياة ومرارة الغربة ،ورغم أن دوره في القصة كان ثانوياً إلا أنني أعتبره من الدعائم الأساسية وقد حرص الكاتب على إسقاط كثيراً من السمات النفسية على هذه الشخصية....فهو فورة الشباب التي حركت فكرة الهجرة وكان المخطِط لرحلة الهروب وكان المرجع النفسي والملاذ للبطل،كما أنه من حمل ميراث الأجداد وورثه للبطل.

الطاغوتي:
وهو إحدى الشخصيات الهامة وقد تمكن الكاتب من تحريكها بذكاء.والتناقض كمكون رئيس في هذه الشخصية قد أثراها ذلك الاختلاف الذي يجعلك في تساؤل دائماً عن أن مهما حاول الانسان أن يخرج عن جلده ويتغير إلا أنه لابد لنزعته الأصلية من الظهور ذلك الطاغوتي الذي يسبح في خموره ووسط طغيانه وبطشه وتجارته التي لم يترك شيئا إلا وتاجر به ومع ذلك لم يمنعه من الوقوع في "سذاجة"والتي لا يفترض أن يقع فيها تاجر محنك مثله بأن منح ثقته للذي يراه الجميع حملاً وديعاً وانخدع بسهولة لمظهره.
وهذه الشخصية يطلق عليها فنياً الشخصية المساعدة
وهي تشارك في نمو الحدث القصصي، وبلورة معناه والإسهام في تصوير الحدث.
ومع أن وظيفتها أقل قيمة من وظيفة الشخصية الرئيسية،
إلا أنها تقوم بأدوار مصيرية أحياناً في حياة الشخصية الرئيسية.*

جريستي:
مسيحي وصاحب مطعم بالقرب من المصنع"محل عمل البطل"أسلم نتيجة حبه لفتاة مسلمة
نوع مختلف من الشخصيات التي تقابلها في البلاد الغربية
ورغم قلة ظهورهذه الشخصية إلا أنه من أكثر الشخصيات الثانوية ثاثيراً،فقد امتازت بتأثيرها الحاسم وشعرت بأن الكاتب قد ركز في هذه الشخصية لتمثل الحكمة"خير الكلام ما قل ودل"وكان حديث هذه الشخصية مؤثراً وفي الصميم...مع إضفاء مسحة من الكوميديا وخفة الظل على هذه الشخصية.
ومن المواقف واضحة الرمزية عميقة التأثير..إسلام جريستي واختياره لإسم "إبراهيم"

نأتي لنقطة أخرى وهي جعلتني أتوقف كثيراً عندها وتتعلق بشخصية اليوناني" جرستينى"كنت عندما أصل إلى الجزء الذي ينقلنا فيه الراوي للحديث مع هذه الشخصية كنت أبطئ القراءة حتى إنني أتوقف ...هذا الجزء الذي يعطي للرواية بعداً أكثر اتساعاً ومعنى أكثر ثراء حيث تجد دائماً في الحوار بين البطل وشخصية"جرستيني"معان خفية.

وهذه الشخصية تسمى بالشخصية النامية
وهي التي تتطور من موقف إلى موقف- بحسب تطور الأحداث،
ولا يكتمل تكوينها حتى تكتمل الرواية، بحيث تتكشف ملامحها شيئاً، فشيئاً
وتتطور تدريجياً خلال تطور الرواية وتأثير الأحداث فيها. *

علاء--رأفت:
علاء سوري الأب ،رأفت فلسطيني
الإثنان تعرفا على فؤاد شعرت بأن تأثير هاتين الشخصيتين متقارب لولا أن الكاتب ميزكلاً منهما ببعض الصفات الرمزية كعدم ثقة أي أحد برأفت وهذه الفروقات البسيطة أنقذت الكاتب من الوقوع في التكرار.

-------------
(المرأة):
لم يكن لها ذلك التأثير الذي عهدناه من المرأه فلم ترسم هي حياة الأبطال وتحركها ولم تلعب أدواراً محورية،وكان حضورها شبيه بضيف الشرف.
جرمين:
فتاة أوروبية من أصل يوناني تركي،وقد قال عنها البطل:"إن أي شاب مغترب يبحث عن فتاة أوروبية يحبها وقد كانت جرمين"
وقد ظهرت جرمين بعد أن تركته سلوى فكانت هي المهرب العاطفي.
ورغم أني لم أستسيغ وصف الكاتب للشخصية حيث كان أقرب إلى القبح منه إلى الجمال الأوروبي الذي يفترض بالشباب العربي البحث عنه في فتياتهم
إلا أن صفات الشخصية التي أسقطت عليها ودورها في الرواية أدته بتفوق.

سلوى:
أراد الكاتب وضع الشخصية "سلوى" في قالب الوطنية وأن تكون هيا المحرك العاطفي للبطل والرئيس للقبول بمساعدتهم...
شعرت بأن هذه الشخصية ينقصها شيئ ما لتكتمل.

هذه بعض الشخصيات الهامة والمذكورة في الرواية وهي تحتوي على شخوص أخرين وبرغم تعدد الشخصيات لم نجد شخصية نسخت الأخرى.

الحالة النفسية للشخصيات:

1 الخوف:
لايوجد وإن كان غريباً بعض الشيئ على شباب في الغربة حيث يسود على مثل هؤلاء الخوف على لقمة العيش التي ضحوا في سبيل الوصول إليها والخوف من العودة مرة أخرى إلى البلد الأم رمز القهر والظلم .

2 القلق:
هذا المكون النفسي يعتري معظم شخصيات الرواية الأساسية والثانوية في محاولتهم للوصول إلى ما يريدون..ويظهر في لهاثهم المحموم وراء ما يبتغون وقلقهم من عدم تحقيق ما يصبون اليه

3 الاغتراب:
وهو مكون تواجَد لدى كل الشخصيات الأساسية والثانوية الكل يعيش في غربة وطن أو غربة روح"مثل جريستي"الذي كان حائراً حتى أسلم وتزوج ليلى ،أو ضياع هوية
لكن الغربة الغالبة هي غربة الوطن.

4 السخط وعدم الرضا:
وهذا المكون نلحظه بوضوح في شخصية البطل وظهر واضحاً في اللازمة التي تكررت على لسانه وهي كلمة"اللعنة"فلاشيئ يعجبه وغير مرتاح حتى علاقته بأصدقائه ساخط عليها وحياته في الغربة التي حارب من أجل الوصول إليها ساخط عليها. أيضا ساخط من استيقاظه باكراً والجو البارد دائماً ،وعمله غير راضي عنه حتى عاداته الخاصة متذمر منها.

البنية الفنية:

الأساليب الأدبية في الرواية :

استخدم الكاتب عدة أساليب أدبية ضمنها نصه الفني فالأسلوب السردي الذي استخدمة لبناء نسيجة الفني تخلله عدة أساليب مثل أسلوب اندماج الواقع بالماضي عن طريق استخدامه للتقنية السينمائية"الفلاش باك ،مثال قول فؤاد"تذكرتُ الحفلة وتذكرت الطاغوتى بغتة بهيئته الرهيبة"وتنقطع لتعود مرة ثم يرجع بذاكرته إلى أن يعيده صوت المتصل إلى الواقع مرة أخرى "جاء صوت رأفت؛ ليعيدني إلى الواقع مرة أخرى وهو يقول:- لم سكتَ ؟!..أنت السبب ولست أنا..أنتَ أحمق."وأيضا في اللحظات التي كان يعود فيها بذاكرته ليتذكر أحداث مرت مع صديقه "إبراهيم حارون".

استخدم أسلوب خلط الحوار بالمناجاة وهذا المزج يظهر في مناجاته لصديقه حاورن.

اللغة:
الغة سهلة وراقية، تحمل دلالات لغوية ولكن في ذات الوقت يقدر القارئ العادي على فهمها، فلا يتعب في قرأتها أولاً، ويستطيع فهمها ثانياً،
والجمل رشيقة تميل إلى القصر..

الحوار:
الحوار هو تبادل الحديث بين الشخصيات في العمل الأدبي ومن وظائفه بعث الحيوية في الشخصية، ومن شروطه أن يكون مناسباً،
وموافقاً للشخصية التي يصدر عنها، إذ لا يعقل أن يورد الكاتب حواراً فلسفياً، عميقاً على لسان شخصية أمية، غير مثقفة ،كما أنه يخفف من رتابة السرد الطويل،
والذي قد يكون مبعثاً للسأم والملل، وبتدخل الحوار الخفيف السريع يقترب النص من لغة الواقع أكثر.*

الحدث:
وهو أهم ركن في البنية الفنيه للرواية ففيه تنمو المواقف، وتتحرك الشخصيات، وهو الموضوع الذي تدور القصة حوله

وأهم العناصر التي يجب توفيرها في الحدث القصصي هو عنصر التشويق،
وفائدة هذا العنصر تكمن في إثارة اهتمام المتلقي وشده من بداية العمل القصصي إلى نهايته وبه تسري في القصة الروح والقوى المحركة والعاطفة.
ولقد ذكرتُ سابقاً أن هناك نوعاً من الخلل في عنصر التشويق لكنه لم ينتفى والديناميكية فيه واضحة وأُجحِف لو قلت بأن التشويق غير موجود .

طريقة البناء الفني:الاستايل الروائي:

استخدم الكاتب الطريقة الحديثة وفيها يشرع القاص بعرض حدث قصته من لحظة التأزم، أو كما يسميها بعضهم"العقدة"،
ثم يعود إلى الماضي أو إلى الخلف ليروي بداية حدث قصته. مستعيناً في ذلك ببعض الفنيات والأساليب كتيار اللاشعور والمناجاة والذكريات.

الزمان والمكان:

أولا المكان:
-----------
حيز المكان في الرواية كان واسعاً
فتدور أحداث الرواية في ايطاليا لكنها مكان مفتوح على أمكنة داخلية أخرى منها{ميلانو-نابولي-سيسيليا}وخارجية منها لبنان ويتم الربط بين هذه الأمكنة بواسطة الأشخاص.
توضيح بعض العلاقات الثنائية بين المكان(الداخل\الخارج)،هنا وهناك
هذا الداخل"هنا"رمز للمضايقة والقهر والإنغلاق ويمثل "الهُنا"تلك الصفات في البلد الأم فالشخصيات المعنية بذلك ومنها البطل كان البلد الأم في نظرهم رمز لكل الشرور وسرقة الأحلام بينما "هناك"الخارج(بلاد الغرب)حيث الهجرة فهي رمز الإنفتاحية والتحرر وسقوط القيود،وبما أن هنا لن تتحقق أحلامي فهناك ستتحقق

ثانيا الزمان:
------------
كان يضيق ويتسع واتخذ جميع أشكاله وأوقاته من ليل ونهار ماضي وحاضر .


النهاية (لحظة التنوير):

وهي مهمة لاكتمال ترابط عناصر العمل الفني فكما هناك بداية لابد وأن تكون نهاية وفيها يتحدد مصير الشخصيات ونهاية الصراع الذي نشأ بينها

بالنسبة لنهاية رواية "أحلام نارية"ففيها اقترب الكاتب من الواقعية الحقيقية،-والواقعية هامة فلا يستحب تلك النهايات غير المتوقعة أو المفاجأة بصورة تربك القارئ وتكون كجسم غريب أُلصِق بالعمل الفني – فلحظة النتوير التي وصلت إليها الشخصية الرئيسية ومصير الطاغوتي وباقي الشخصيات كانت هي النهاية .
وأيضا جو الحزن الذي سيطر على رواد المترو أغلق أحداث الرواية برماد النار التي اشتعلت في البداية.

كلمة أخيرة:

أمل أن أكون قد وفقت في ايصال الصورة الحقيقية للقارئ بشكل يساعد على إيضاح أكثرلما أراد الكاتب ايصاله ايماناً مني بأن الناقد الجيد مفعوله مثل الألوان في لوحة فنية يضفي للعمل الأدبي جمالاً ورونقاً يجذب القارئ إليه أكثر ويكشف أي غموض لم يستطيع الكاتب توصيله(رغم أن هذه الرواية تمتاز بالبساطة والوضوح) كما أن عليه أن يبين مواطن الضعف بما لا يتعارض وجمال العمل الفني بل يزيد من اظهار الجماليات لجذب القارئ المثقف والعادي .

* من كتاب تطوّر البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة.
1947 ــ 1985



قراءة نقدية:
#شيماء طه النمر#

إبحار داخل حدود الذات (حوار خاص مع العزيز محمد الدسوقي)  

Posted by: محمد إبراهيم محروس



تقدم





تقدم


إعداد و حوار


محمد الدســـــوقي‘



الحلقة الرابعة
الجزء الأول


((... صانع الحدوتة ... محمد إبراهيم محروس...))



*** ** ***


كأنما جاء من كتاب جمعت فيه حواديت الدنيا..
حوار واحد معه وتوقن أنك أمام تجربة إنسانية كاملة بكل تفاصيلها ..
ومفرداتها ..
شخص اعترك الحياة ..
صدمها أحيانا وصدمته كثيراً ..
حتى أصاب كل منهما الآخر في مقتل ..
وترك كلاهما أثره في ملامح الآخر وتفاصيله ..
اختلطت أيامها بجولاته ..
واختلطت أحبار قلمه بخبراتها ..
دائم الابتسام هو ..
ساخر في غالب الأحوال ..
لكنه صادق الطوية دائماً ...
بقدر ما يوجعك صدقه إلا أنك تدمنه ...
والأكثر أن تشتاق لقلمه الذي تدمن فيه رائحة مصر ..
وتستعذب مفرداته التي اختلطت برائحة شوارعها..
وامتزجت بأحلام بسطائها ودمائهم ..
كأنما جاب كل طرقاتها ..
كأنما صنعت الأيام له مع كل شخص فيها حكاية ..
المالح ... الجنية ... الدير ... المجذوب ... وغيرها
كلها مفردات صاغها قلمه بعد أن صاغها بوجدانه ..
معنا اليوم ولأول مرة شخص اقترن اسمه بالحواديت ...
معنا ..
صانع الحدوتة ..
محمد إبراهيم محروس ...

*** ** ***

* محمد إبراهيم محروس اسم مألوف لدى الجميع ولا ريب أنه يعني الكثير للمتابعين للحركة الأدبية في الفترة الأخيرة ... لكن ما يهمني معرفته الآن ... ماذا يعني هذا الاسم لصاحبه ... وهل من إضافات في حيز الهوية الشخصية يمكن طرحها علينا ؟

الحقيقة اسم محمد إبراهيم محروس له قصة معايا قديمة قوي من سنة 2000يمكن أنا اسمي بالكامل محمد إبراهيم محمد محمد محروس بس سنة 2000 حصل في حياتي موضوع غير اتجاهي في موضوع الكتابة كليا ربما يظهر الموضوع بسيط جدا للبعض ولكنه ما حدث
إن الموضوع فرض على اسمي كمان ويجوز اللي اختار لي الاسم دون قصد هو الدكتور نبيل فاروق
الموضوع ببساطة سنة 2000 وفي مكتب المبدعين كان فيه ميعاد لاستلام جايزة أوسكار رجل المستحيل الذهبية وكانت القصة اسمها اعتذار ومنشورة في عدد كوكتيل الجرثومة تحت اسم محمد إبراهيم محمد محمد محروس ... وطبعا لحظي المدهش دايما تهت في القاهرة وموصلتش الا بعد انصراف الدكتور نبيل من المكتب الظريف بقى جواب شكر على القصة كان كتبه الدكتور نبيل وكان كاتب أوله عزيزي الصديق محمد إبراهيم محروس .. من وقتها قررت أني أبقى محمد إبراهيم محروس
وعشان كدة كل القصص التي نشرت بعد ذلك في جرائد أو مجلات أو حتى كوكتيل حملت هذا الاسم ..

ده بالنسبة للاسم الذي ينشر به ما اكتبه أنما في الطبيعي الكثيرون يقولون محمد محروس وآخرون يقولون لوكشة .. ولوكشة هو أول اسم نشرت بيه في المنتدي

*
لماذا لوكشة ... ومن أطلق عليك هذا الإسم ..؟

السؤال ده بتهرب منه دايما لأنه قصة لوحدها يعني بتضحك علىّ الناس واقولهم لوك شاه يعني انظر الملك
بس الحقيقة هو قصة يعرفها المقربون
الموضوع ببساطة طفل اربع سنوات متعلق في شباك حديد .. ومكلبش فيه ... الطفل ده أنا طبعا ، ومكلبش لأن بتاع اللوكش معدي ... الوكشة بقى ميعرفهاش إلا ناس قديمة شوية

*
كنت هأسألك ..

هي نوع من البطيخ الصغير جدا يدوب يملا كف إيدك في حجم البرتقالة كدة بس طعمه كان عسل وأنا كنت بحبه جدا وطبعا اختفى زيه زي الشمام الاسمعلاوي زي اي حاجة حلوة بتختفي في مصر
ومن يومها بقى صممت احد قرباتي اني لوكشة هههههه
اللوكشة اختفت وظللت أنا حي للان .. مختفي برضه شوية بس حي

*
تتابعاً للأسماء والألقاب ... من أطلق عليك لقب ( صانع الحدوتة ) وكيف كان ذلك ؟

صانع الحدوتة ده قصة تانية لوحدها .. أقولك برضه كله بيبدأ من سنة 2000 .. لاني قبلها مكنتش بكتب قصة خالص وكنت لسة بنتش في الشعر وكدة ، وبرضه من لقاء في مكتب المبدعون ايامها قبلت مجموعة مميزة جدا من الكتاب يجوز هما نسيوا اليوم ده بس بالنسبة لي اليوم ده يوم محمد إبراهيم محروس .. المجموعة ده كانت : العزيز محمد سامي ، والعزيز محمد فتحي ، والعزيز احمد العايدي ، والعزيز د. تامر إبراهيم ، والأستاذة ياسمين شفيق والعزيز محمد علاء وآخرونوكلهم كتاب حاليا ليهم بصمة في الكتابة مميزة يومها شفت مجموعة من الشباب المتحمس لمجانين وكانت مجانين لسة في بداياتها ، ويومها قررت اني في يوم لأزم يبقى اسمي وسط الكتاب دول ، وبالفعل كتبت قصتين لمجانين ايامها ، وفضلت ابعتهم نت أيام ما كانت الساعة ب20جنيه …وفي الآخر تلقيت رد من الأستاذة ياسمين شفيق .. ياريت تبعتهم بالبريد العادي بعد ما صرفت يجي 150جنيه على القصتين ،بس بعدها راحت مجانين فجأة واتلغت وكدة ... لغاية ما عرفت النت عادي من اربع سنين تقريبا ... ونشرت فكرة في منتدى ليلى لمشروع النشر للجميع .. اللي طلع منه عدد واحد تحت اسم سيدنا رزق ، وهتلاحظوا أن الكتاب في العدد بجوار الأعضاء .. " أحمد العايدي ، محمد فتحي ، تامر إبراهيم ، محمد سامي "
يعني عملت الحدوتة اللي كان نفسي فيها
من يومها أطلقت على نفسي صانع الحدوتة ترضية للنفس البشرية برضه

*
محمد محروس ... الكاتب الثري في المعتاد هو نتاج حياة حقيقية حافلة بالثراء الإنساني ... كيف كانت حياتك ... وهل ترى أن ما فيها من تجارب إنسانية كانت كافية تماماً لأن تنعكس بهذه الصورة على موهبتك الواضحة في الكتابة ..؟

أولا موضوع موهبتك في الكتابة وجدا ، نادرا ما اعترف بهذه الموهبة لنفسي ، كل ما في الأمر أني شخص محظوظ شوية ، لما أحب اكتب قصة بلاقيها ، يجوز أنا شايف أني أسرع كاتب ممكن يكتب قصة قصيرة ، في ثلاث دقائق ورق ، وثمان دقائق كيبورد ودون تنسيق أو تحديد لها مسبقا ..وبالنسبة للتجارب الإنسانية كل يوم الواحد بيشوف مصايب عايزة مجلدات لوحدها .. ربنا يستر
اللي بحسه في الكتابة خصوصا أن فيه غليان تحت جلدي بيطلع في صورة كتابة .. وكتير برفض اكتب بيكون نفسيا مش مستعد للكتابة نفسها كحالة .. يعني برفض اكتب عشان عارف أني بكتب في أي وقت وده بيسبب لي إحباط أكتر بمسح وأدلت كتير ... بس الكتابة لي نوع من تعذيب النفس أحيانا .. ونوع من التنفيس أحيانا ، وأحيانا عشان مش عارف أعمل ايه يعني جديد .. فبكتب .. الحمد لله أظن أن عندي رصيد يصلح لعشر مجموعات قصصية لو أردت نشرها ، وروايات أتمنى استكمالها كثيرة ودوما أتوقف دون سبب سوى سؤال أي حد بكتب ليه ، ولمين ..

*
هل تذكر لنا موقف إنساني عايشته وتأثرت به في أي مرحلة عمرية ونقلته على الورق وشعرت أنه لاقى نجاحاً وقبولاً لدى القراء ؟

الحقيقة فيه قصص كتير بكتبها بتبقى مواقف إنسانية .. البشر هم الكتابة .. مدونتي أسمها روح الدنيا .. القصد ده أحد المواقف الإنسانية التي عصرتني شخصيا ، وفيه قصة قديمة اسمها عم محمود مات برضه من القصص اللي بحبها ..وقصة الجنية والمجذوب بعض من الحقيقة وبعض من الخيال يعني المجذوب محمد في القصة شخصية حقيقية ، ودايما بتمنى أنزل البلد القيه واقف جنب المعدية القديمة .. بس المجذوب محمد اختفى برضه ، والمعدية نفسها اختفت وغرقت من زمان

*
الموهبة أولاً ... ثم تأتى مرحلة الصقل ... كيف بدأت علاقتك بالكتاب ... ومتى ... ولمن قرأت أولاً ... وما هو أول عمل أدبي تذكر أنك قرأته ... وهل لازلت تذكر أحداثه ؟

اعتقد أني بدأت مرحلة الكتابة من زمان جدا يعني تانية إعدادي أو تالتة إعدادي بدأت أمسك قلم وأكتب شعر .. ولسة محتفظ بالشعر ده لأنه حدودتة لوحده .. علاقتي بالكتابة تنتيش شعر .. هو مش شعر قوي هو شعر حلمنيش يعني .. قرأت أولا ميكي وبطوط طبعا .. وبحب محظوظ جدا .. لأنه دوما عكسي .. أحيانا حظي كحظ بطوط ، قرأت في البداية المغامرين الخمسة والشياطين 13 وبجوار مجلدات ميكي ، وتان تان ، ومجلة ماجد .. ، بعد كدة قرأت للدكتور نبيل فاروق ، اتعرفت بكتاباته في رحلة لمصر اشتريت يومها وأنا في تانية إعدادي تقريبا غريم الشيطان المغامرة رقم 9 باين وكانت أول معرفتي بكتابات الدكتور نبيل فاروق .. وأدماني لها .. بعدها بفترة وقعت على كنز من روايات الهلال في الخمسينات والستينات قرأت لمحمد تيمور ومحمود تيمور ، و على احمد باكثير وطه حسين والمازني والعقاد .. وكثيرين صدرت روايات لهم في هذه الفترة…لكن بعشق كتابات معينة مثل إحسان عبد القدوس وبعتبره كاتب عبقري بكل المقاييس ، وبعشق فتحي غانم وبعتبره كاتب لم يأخذ حقه كاملا .. وعندي هوس بكاتب اسمه هرمان هيسه
قريت لدرجة أني نسيت أنا قريت إيه

*
ومتى كان أول عمل كتبته تحديداً ..أقصد أول عمل كتب ونشر كقصة ؟ كتبته على الإطلاق بخلاف النشر

اعتقد أول عمل كان شعر وأنا في تلت إعدادي كنت برسم على بنت الجيران وكنت مسميها هتلر
ههههههههههههه

*
وأول عمل قصصي ؟

أول عمل قصصي أظنه كان قصة اسمها المصيدة وكان في تانية ثانوي

*
تفتكر أول شخص قرأ لك .. ويا ترى كان رده إيه ..؟

أول شخص قرأ لي صديق عزيز اسمه عصام عبدالله سالم وكان بيشاركني في الرسم على بنت الجيران اللي اسمها هتلر وكان بيشاركني في القراية وكان بيقرأ اسرع مني بمراحل لكن هو ربنا كرمه وقرر يشتغل طبال وحاليا في امريكا ولف العالم بالطبلة
كان رده ايه العك ده ..

*
وأول شخص شجعك وتدين له بذلك ؟

أول شخص شجعني اكتب .. الحقيقة كتير شجعوني اكتب خصوصا صديق عزيز اسمه سامح حسنين .. عايش في الامارات حاليا .. الحمد لله مشتغلش طبال .. لسة بيشاور عقله .. لكن شجعني أنشر وكدة ومصمم يوصلني للعالمية صديقي محمد احمد بسيوني " الشهرة طارق ابورحاب "

*
في بداية مشوار كل منا كثيراً ما (يشطح) بنا الخيال ... إلى أي مدى شطح بك هذا الخيال وأنت تمسك القلم في بداياتك ..؟

إني اجيب جايزة نوبل

*
والآن بعد أن قطعت شوطاً ما في هذا المجال كيف أصبح آخر مدى لرؤيتك ؟

أني اجيب نوبل برضه

*
هل حدث من قبل أن أصبت بالإحباط ..؟

لا السؤال لا يكون بهذه الصورة اعكسه .. هل لم يحدث من قبل أن أصبت بالإحباط ..لأن الإحباط عندي هواية مش أكتر

*
ما هو سبب هذا الشعور شبه الدائم على حد تعبيرك ؟

قد يكون أقرب للمرض يعني حاجات كتير جدا قدامك بتحصل تجيب للواحد شلل مش إحباط .. ربنا يستر على مصر .. ده في العام .. في الخاص ..أنا شخصية مريضة بنفسها أحيانا .. يعني شايف أني أستحق ما هو أفضل قد يكون نوع من المرض النفسي أنا معترف بي ..

*
من هذا المنطلق ما الذي تشعر أنه يميزك عن كتاب جيلك ؟

لا أضع نفسي في مقارنة مع أحد لعدة أسباب أولا كتاب جيلي .. يجب أن أحدد أولا من هو الجيل الذي سوف أحاول أن أنسب نفسي إليه .. هل أنتمي للكتاب الشباب أم الوسط أم ماذا .. الأمر ليس بهذه الصورة .. الكتابة كما قلت نوع من تعذيب النفس فهل تعتبر تعذيب النفس يحتاج لمقارنات .. لا أظن يكفي أنهم يتعذبون بالكتابة مثلي

* سيتم تعديل السؤال إذاً إلى ... ما الذي يميزك عموماً ... وتراك تنفرد به بصورة أو بأخرى؟

ما يميزني كائن آدمي .. أني بشر ..في بلد لا تحترم البشر ..ليس أكثر أو أقل ..

*
وككاتب ..؟

مصمم أنت ككاتب .. برغم أن المنتدى هنا مثلا لا يعترف بي ككاتب .. في البداية كنت أظن أن الكاتب يطلق هنا في المنتدى على كتاب المؤسسة فقط .. ولكنني وجدت أنهم هنا في المنتدى مثلا عندما استقبلوا كاتب لا أتذكر اسمه الآن وحدثت مشاكل بينه وبين المنتدى وانسحب ,, أضافوا بجانبه كاتب ، هو كاتب مصري أحاول تذكر اسمه دون جدوى ، إذن المنتدى نفسه هنا يعاملني أنني لست كاتب برغم وجود عددين من سلسلة سابقة ، وبرغم وجود رواية جديدة ، ولكن أظن أنهم يتعاملون كما تعامل اتحاد الكتاب مع د . نبيل فاروق... ابعد عني هذه الصفة أرجوك

* ألا ترى أن موقف المنتدى منك قد لا يعني شيء خاصة أن الواقع يفرض نفسه أخيراً على كل حال ..؟

لا الأمر ليس غضبا بالعكس أنا أول شيء في المنتدى كنت أكتب باسم لوكشة كما قلت من قبل ، ولم يكن يشغلني موضوع كاتب بل كنت مستمتع بكوني عضوا وما زلت مستمتعا به ..إذن لم أبحث عن اللفظ أو حكمته .. أنا فقط أحب اللعبة لا أكثر ولا أقل .. أعتبرني شخص يهوى لعبة تشكيل الجمل .. فهذا أسهل لي

مازلت أنتظر إجابة للسؤال ..

*
ماهو أكثر ما يميز الكاتب محمد إبراهيم محروس؟

البساطة

أحبها كذاتها .. البساطة .. اكتبها وأحياها

*
وماذا تضع في خانة العيوب ؟

لا كتير ما تعدش .. بتسأل عن عيوب الكتابة؟

نعم

العيوب في قلمي الاستعجال الدايم في الكتابة .. الاسترسال في الحكي لأني حكاء بطبعي .. عدم النظر ومراجعة نص كتبته ودوما اقع في أخطاء سرد ساذجة ، وفي تكوين جمل غير متراكب ، أحاول تفادي الأخطاء لكن تحدث برغمي أحيانا

*
كقارئ قبل أن تكون كاتب لا ريب أن لك رأي في أعمالك ... ما هو أفضل أعمالك على الإطلاق ..؟
*
وماهو أسوأها كيفما يترائى لك ؟

أفضل أعمالي قصة أفضلها اسمها تقارير السادة ، أحاول دائما العثور عليها وأفشل في إيجادها وأفشل في كتابتها مرة ثانية ..أتذكر أني رفعتها يوما على ميل لي ولكن أين ذهبت لا أعرف ..أحب قصتي حدود مملكته لأني بعتبرها من كتاباتي الأولى .. أسوأ قصة نشرت لي أظن قصة بعنوان خريف العمر

*
هل تشعر أنك امتداد لكاتب ٍ ما ..؟

لا حقيقة لم اتخذ كاتبا قدوة في حياتي .. تقدر تقول أنا لخبطت القراءة كلها في دماغي من أول قصص ألف ليلة وليلة لغاية آخر قصة أقرأها في أي جورنال مليش كاتب قدوة للأسف ومعتقدش أني أقدر أقول على نفسي أني امتداد لحد لأني للان مش حد

*
ولكن لا ريب أنك تجد في نفسك انبهاراً من نوع ما لكاتب معين ..؟

للأسف لم أعد أصاب بالانبهار منذ مدة ، كنت أقرأ لعبد الرحمن منيف وانبهر ، لتركي الحمد وأقول غير معقول وهما كاتبان من السعودية ، انبهرت بماركيز فترة وجدت نفسي ابتعد بها عن الانبهار .. في مصر أحيانا أعجب بكتابات خيري شلبي وأحبها ، وأعجب بكتابات إبراهيم أصلان ، أحب محمد جبريل يكتب ببساطة مثلي
ولكني فقدت عنصر الانبهار للأسف ..

*
في أي مجال تحب الكتابة أكثر ... القصة القصيرة أم الرواية وأيهما أصعب في رأيك؟

أنا بحب القصة القصيرة أكثر من الرواية ، وأظن القصة أصعب من الرواية بمراحل برغم أني بكتبها بطريقة مختلفة عن الآخرون .. ولكن الرواية تحتاج إلى جهد وإلى تفكير وإلى خصوبة في الفكر لا أظن أنني كتب رواية للان .. كلها محاولات ولكنني أظن أنني كتبت قصة أو اثنين قصيرتين ناجحتين وهناك من يحفظون أسماء قصص لي بعينها وهذا يسعدني أكثر

*
هل تخشى من المقارنة أم ترفضها ؟

لو كنت تقصد مقارنتي بأحد
فإنني دوما أعتبر ما أكتبه أقل بكثير مما تعتبره الآخرون ، لذا لا أضع نفسي في مقارنة قد تجعلني خاسرا .. اعتبرني رافضا للمقارنة حتى أصل إلى نوبل

*
ماهى الرواية التي قرأتها أكثر عدد من المرات ؟

قرأت شرق المتوسط ثلاث مرات تقريبا ، لا أنام لاحسان يجي 8 مرات تقريبا أيام المراهقة ،قرأت رواية اسمها الثائر الأحمر لبكثير عدد لا أتذكره ، وأظن أن أكتر رواية قرأتها هي الثائر الأحمر

*
ماهي الرواية التي انبهرت بها وتمنيت لو كنت كاتبها ؟

لهو الأبالسة لسهير المصادفة ، وسيد هارتا لهرمان هيسة

*
وماهي الرواية التي ندمت على قرائتها واعتبرتها (عك) ..؟

لا أندم على رواية قرأتها حتى لو كانت عك .. لكني أتذكر رواية اسمها العاطفة لكاتب اسمه سعيد المقدم ندمت أني ضيعت وقتي معاها

*
هل لك حدود معينة في الكتابة وفواصل حمراء لا يمكنك التفكير في تخطيها ... أم أن الأمر مباح مادامت وسيلة تبررها غايتك في الكتابة ..؟

السؤال صعب ، لكن ببساطة كانت لي الكثير من الحدود ، وببساطة دمرتها كلها

*
أيعني هذا أننا من الممكن أن نرى رواية مغرقة في الجنس مثلاً تحمل اسمك..؟

قريبا لا تقلق

*
من هو أفضل كاتب في مصر حالياً على مسئوليتك الخاصة ..؟

كل كاتب وله مذاق معين وقد أفضل كاتب ولا يفضله غيري ، ولم أملك بعد القدرة على أن أوزع المناصب القيادية بعد

*
أيعني هذا أنك لن تذكر أسوأ كاتب في رأيك ..؟

أسوأ كاتب أيضا لا أعرف لو تعرفه أنت قول

*
كيف بدأت علاقتك بدكتور نبيل فاروق؟

علاقة قارئ بكاتبه المفضل في مرحلة معينة من العمر

*
ما هو الفارق في رأيك بين أدب دكتور نبيل فاروق ودكتور أحمد خالد توفيق؟

الفرق بين أي كاتب وآخر كل منهما له رونق خاص في الكتابة .. كتابة الدكتور نبيل إيقاعها أسرع وخطوط قراءتها أسرع تستطيع أن تقرأ رواية للدكتور نبيل في ثلت ساعة ورواية بنفس الحجم للدكتور احمد خالد تحتاج منك ساعة الا ربع قراءة .. الدكتور احمد إيقاع كتاباته أهدأ في القراءة ، مع الدكتور نبيل تشعر بأنفاسك تلهث خلف السطور ، مع الدكتور احمد تشعر بمتعتك تلهث خلف السطور وكلاهما عبقريان لا يناظرهما ثالث في مجالهم

*
وماذا عن الاتجاه الجديد لكليهما في رأيك ؟

أي اتجاه تقصد؟

*
الانتقال من مرحلة كتب الجيب إلى مرحلة الروايات الأكثر جدية ...

أظن كتب الجيب أدب له رونقه وبريقه ، وأظن حصول الدكتور نبيل فاروق على جائزة الدولة أكثر رد على أهمية هذه النوعية من الكتابة .. ولكن لا أمانع من وجود هذا بجوار تلك .. ومن قال إن كتب الجيب ليس بجدية كافية ؟!

*
لو طلب منك أن تتخيل أنك كاتب " يوتوبيا " لدكتور أحمد خالد ... ما هو تصورك لطريقة كتابة الفكرة في هذه الحالة ؟

أظن يوتوبيا من وجهة نظري كنت هولع في البلد ههههههههه

*
في كلمات قليلة وجه رسالة لدكتور نبيل فاروق ... وأخرى لدكتور أحمد

شكرا لاساتذة جيل كامل استمتعنا وتعلمنا بالقراءة لكم.. شكرا

*
وماذا لو أتيحت لك الفرصة لتوجيه سؤال لكل منهما ..؟

هيكون سؤال واحد .. وماذا بعد؟!

*
كيف تتصور حال روايات الجيب مع جيل الشباب بعد قرار التوقف من الدكتورين ..؟

أظن قرار التوقف صدر من الدكتور نبيل فقط ، الدكتور احمد قال سيقف بسلسلة واحدة فقط وهي ما وراء الطبيعة وأظن سيكمل بسفاري ، وفانتازيا

*
هل سيصيب ذلك تلك النوعية من الروايات بأزمة ... أم أن الأمر لن يلبث أن يستمر كما كان ؟

لا طبعا هيقل جدا السحب في هذه النوعية
والدكتور نبيل ثقل لوحده فما بالك بتوقفه وتوقف سلسلة كمان للدكتور احمد خالد .. أظن ستصبح أزمة للناشر

*
من في رأيك أفضل كتاب الجيل الجديد أم أنك مازلت لا تمتلك المقدرة على توزيع المناصب القيادية ؟

كلمة أفضل صعبة جدا .. وخصوصا لأن الكتاب الجدد يحتاجون مثلي لكتاب جدد أيضا .. هناك أكثر من 5 ألف كاتب جديد بيكتب في مصر فهل تظن هناك من يستطيع أن يقول هذا أفضل من هذا؟

*
وماذا بالنسبة لكتابنا في المؤسسة ودار ليلى ؟

يبقى الأفضل د. نبيل فاروق ، ود.أحمد خالد توفيق

*
وجيل الشباب ؟

فين هما؟!

اعتقد مختفين من الاثنين حاليا

مش فاهم

يعني مش موجودين .. لم أقرأ جديد من المعرض لهم .. أو لم يلفت نظري شيء جديد للكتاب الشباب الخاصين بالمؤسسة

*
كيف بدأت علاقتك بدار ليلى ..؟

علاقتي بالنت تبدأ مع علاقتي بالمنتدى هنا مع علاقتي مع دار ليلى
تلاتة في واحد يعني ... الحقيقة الصدفة أحيانا بتصنع أشياء دون قصد ... منهم علاقتي بدار ليلى أني تلقيت يوما لينك لمنتدى الدار كدعاية على الميل كآلاف الرسائل التي تصل للميل واشتركت في المنتدى باسم لوكشة ... بعد ثلاث أيام تقريبا من الاشتراك بعت رواية لي للدار لص الفضاء .. وكنت قد نشرت جزء من الرواية هنا في المنتدى أيضا وبعد يوم تلقيت ترحيب من العزيز محمد سامي بنشرها ... فجأة بقيت صاحب سلسلة

*
ماهو تقييمك الحقيقي للسلسلة بعين القارئ المحنك وليس بعين الكاتب ؟

العدد الأول فاشل 100في المئة
الثاني رضي عنه بنسبة80في المية وبذلت جهدا في كتابته
الثالث الذي كان مقرر صدوره في المعرض كنت راضي عنه بنفس النسبة تقريبا

*
كم كانت نسبة توقعك لنجاح السلسلة ؟

كنت قد توقعت عدم نجاحها بسبب تأخر صدورها .. عدد في السنة لا ينجح أي سلسلة بأي حال من الأحوال .. سلسلة يعني خمس أعداد سنوي كدة تقدر تحكم ناجحة أم لا

*
وماذا لو استمرت ؟

لو استمرت بعدد في السنة لم تكن ستنجح أيضا

*
هل أرقك توقف السلسلة بعد إعلان توقف دار ليلى للنشر ... وهل جال بخاطرك إعادة استكمال السلسلة مع دار أخرى؟

لا بالعكس أراحني نفسيا جدا .. لأنني بالفعل شعرت بعدم جدوى نشر السلسلة بطريقة عدد سنوي
لا طلقت هذه السلسلة بالثلاثة .. ولا أظن أنني سوف أكتب سلاسل مرة أخرى قد أكتب قصص حب مثل روايات عبير مثلا ولكني لن أخضع للسلاسل مرة أخرى

*
وما هي علاقتك بأستاذ محمد سامي لأن هذا ما يهم الناس معرفته

علاقتي جيدة بمحمد سامي طبعا ، وهو أخ عزيز وصديق وأتمنى أن يوفقه الله في كل اللي جاي

*
ماذا عن روايتك التي تم طرحها في الأسواق مؤخراً ؟

الرواية بدأت من المنتدى معظم الأعضاء قرأوا أجزاء منها .. أعجبني جدا طريقة إصدارها وتمييز طباعتها وأرى أن أكتب بدأت تحتل مكانا جيدا جدا في مجال النشر والتوزيع .. وصاحبها نشط جدا .. ومحترم في تعاملاته جدا .. وشخصيا أعجبتني الرواية ..

*
وماذا عن الخطوة التالية بعد أحلام نارية ؟

أحلام نارية كانت نوع من التواجد فقط .. لكن إن شاء الله لو فيه نصيب يبقى روايتي الجديدة هتبقى مفاجأة ومع دار نشر مفاجأة أيضا دعواتك

ربنا يوفقك

*
طيب مفيش أي تلميح باعتباره سبق صحفي

لو فيه تأكيد كنت قولت .. لسة مفيش تأكيد .. هي الرواية بعنوان المواطن السري في حياة شاكر منساب .. وتدور في جو نفسي بعض الشيء ..

*
كيف تخطط لنفسك في الفترة القادمة ... وماهي معايير النجاح فيها بالنسبة لك ؟

أنا بكتب وخلاص .. النجاح يجي ميجيش مش مشكلتنا .. فيه مثل بيقول طول الصبر يبلغ الأمل .. وتخطيطي أنا اكتب لغاية نوبل .. وده بجد مش هزار

*
الأمر بلا ريب يحتاج لخطة مدروسة بعناية فائقة أم أن لك معايير أخرى ؟

فيه مثل تاني بيقول قيراط حظ ولا فدانة شطارة .. أنا بحاول اعزق فدان الشطارة يجوز أجيب آخره ، وبسيب الحظ لصحابه

*
محمد محروس ... معروف أنك من أكثر الأشخاص مساندة لكل المواهب الجديدة ولا أعرف شخصاً (من دفعتنا) إلا ويدين لك بهذا الشعور ... فما هو تعليقك ؟

وللحوار بقية


أدارالحوار ... محمد الدسوقي‘