متأخرًا كالعادة  

Posted by: محمد إبراهيم محروس

ضبط ساعته للمرة الثالثة على الأقل، لماذا تعانده الساعة في هذا اليوم بالذات؟..إنه لا يفهم، لقد غير لها الملف وغير لها الحجر، فلماذا تتأخر؟!
حياته كلها يشعر بها متأخرة، حتى أحلامه تأتيه دائما متأخرة.ملت (سوسن) منه؛ لقد اخترع لها مبررات التأخير ما يزيد عن ألف اعتذار، كل مقابلة بينهما لابد أن يعتذر عن التأخير.. ولكن اليوم قرر أنه لن يتأخر أبدا.. سينهي كل أعماله مبكراً، وسيسأل كل من يقابله كم الساعة الآن؟!
حمداً لله الساعة الآن مازالت الخامسة.. أمامه أكثر من ساعة أخرى على الميعاد، سيسبقها إلى مكان (الكافتيريا) التي يتقابلان بها، وسينتظرها، وعلى شفتيه ابتسامة عذبة، وستتأخر هي ولو دقيقة، وقتها قد يجبرها على أن تعتذر له، ولو لمرة واحدة على الأقل... حلم بسيط.. ولكن ربما يتحقق، دخل إلى الكافتيريا مسرع الخطى، وجلس على الطاولة المعتادة، اقترب منه النادل؛ فطلب منه كوباً من الشاي، وقبل أن ينصرف من أمامه سأله عن الساعة، وتأكد أنه هذه المرة قد وصل قبل ميعاده، مرت الدقائق سريعاً، وهو يحتسي كوب الشاي في تلذذ واضح، ويتابع حركة عقرب الساعة في ساعة حائط الكافتيريا..وكاد يقوم؛ ليرقص عندما مرت دقيقة واحدة بعد الموعد المرتقب.. ومرت دقائق أخرى، ولكنه شعر وقتها بالقلق، ما هذا؟!لقد تأخرت هذه المرة كثيراً، وليس ذلك من عادتها، هل يقوم ليطلبها في الهاتف؟

دقائق أخرى تمر ولا يصل إلى حل..وأخيرا وجدها تدخل من باب الكافتيريا في ثوبها الهادئ وبعينين تتقدان ناراً لسبب لا يدريه.. اقتربت منه واقتربت أكثر، سيجهز هجومه الآن.. وأخذ يفرك يديه، وهي تواصل اقترابها.
لبرهة وقفت قبالته، ونظراتها تتفحصه بشدة، انعقد لسانه لمنظرها فقال: مالك هل هناك شيء ما، لماذا تأخرت؟!..
نظرت له بدهشة أكبر، وهي تخلع خاتم خطوبتهما؛ لتضعه في يده، وتقول: بل أنت الذي تأخر كالعادة.. ميعادنا كان أمس يا سيدي... وأولته ظهرها هاربة من أمامه، وتطلع إلى النتيجة أمامه فاغر الفاه.. لقد تأخر بالفعل.. تأخر ليوم كـامـل.

This entry was posted on 7:41 م . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

6 التعليقات

لعل احلامه المتأخرة تتبع ريتمه البطيء فتاتيه متاخرة......

كالعادة رائعة,أعجبني خداعه لنفسه وتمنيه الوصول في الميعاد,فكما قالت هناء لقد تأخرت أحلامه

لا ندرك اخطائنا الا حينما نتأخر..بل نتأخر جدا ليصبح من الصعب التراجع ومن الصعب الخطي مجددا

بوست رائع

هناء الف شكر لمرورك
ربما فعلا احلامه تتبع رتم بطيء
خالص تحياتي وشكري
الف شكر يا مصري
الف الف شكر
الحمد لله انها عجبتك
خالص تحياتي
سمكة سعيد بمرورك وتشريفك مدونتي لأول مرة
شكرا لك
الف شكر
وخالص تحياتي لكم جميعا
وخالص التحايا

رائعة جدا تلك القصة القصيرة
أحب تلك النهايات المفاجأة
شكرا لك
ومع تمنياتي بالنجاح دائما

الف شكر يا دكتور
نوتني ونورت المدونة
خالص مودتي وشكري
وخالص التحايا

إرسال تعليق