قاتل يا أنا !  

Posted by: محمد إبراهيم محروس

http://www.elbadeel.net/images/stories/cartoon/ghaza_t7trk.jpg

يتصاعد الألم بداخلي دون سبب ،أشعر بنفسي كبركان على وشك الانفجار ، الرؤى تتبادل وتتراقص في ذاكرتي ، لا أشعر بالانتماء لأي شيء ، فقد مجرد إحساس متخم بالضياع .

صباحا، مساء، بعد ظهر يوم قارس البرودة، أشياء تبدو وكأنها مرصوصة في ذكريات الزمن المتجمدة بالحسرة على أيامي المملة الرتيبة، أتنفس الحياة وأرفضها، أناقش خلايا جسدي في شعورها الطبيعي بالامتنان أنني ما زلت حيا..

أفتح جريدة الصباح تصطدمني الصور المتتابعة ، أضرب وجهي بكلتا يدي ، تلتهب وجنتي من عصف التصفيق عليهما ..

ما زال بداخلي هذا البشري الذي يشعر وأنها لكارثة، الدموع التي تجيش في نفسي وتبدو وكأنها تقبع تحت جلدي نفسه، لا أعرف حقيقة أي أمر من أمور السياسة، ولا أدرك الفرق الطبيعي بين الموت والحياة..

سمعتهم يقولون إنهم يموتون دون سبب أو جريمة ، وسمعتهم يقولون إن الموت يأتي بشرف مستحيا من نفسه عندما يستقبلونه وهم يرشفون الشاي في بلكوناتهم ، متطلعين لأعلى للطائرات والقنابل التي يتواصل رنينها عبر أسماعنا ، ولكن من الواضح أننا لا نملك أذان ..

قال صديقي: لم استوعب الأمر بعد، لا أعرف كيف يموت الناس بهذه البساطة..

بحثت في داخلي عن مبرر يمنعني من الصراخ.. يأتي الهسيس عبر النفس والرنين المجوف لي .. اكتشف بعد وهلة أنني أصبحت إنسانا مجوفا، ربما مات بداخلي أنا أيضا الحياء.. سمعته يقول ببساطة متناهية عبر المذياع أي شيء يا عرب يحمينا، أي شيء.. مددت يدي للفضاء، للسماء ، أبحث عن ملك الموت ربما يأتيني الآن ،فاكف عن الألم ، ويقتل بركاني النفسي المدمر أخاف على نفسي مني ، أخاف أن أسبح مع التيار لأمزق نفسي بسكين حسرة وخوفا وضعفا ، أي ذل يفوق هذا الذل أي ضعف يفوق هذا الضعف .. أي حياة أستحقها وأنا أحمل بداخلي كتاب الله وسنة رسوله..

رسالة إلى نفسي.. أكتبها وأحاول أن أرسلها، ولكنني أكتشف أنني أضعت عنواني.. تركت الحياة وأنا حي أرزق، هل الخوف على لقمة العيش، أم الخوف من السلطة أم الخوف من الحياة..

الخوف لمجرد الخوف ، أفواه مكممة ، وعيون معماء ، والقتل مباح يا أنا .. القتل مباح ..

يأتي صراخها عاليا، أين أنت.. أين أنت.. أتذكر رحلة لي على حدود رفح المصرية ، وكيف قسمت فعلى الجانب المصري أسرة مصرية من جدة وحفيدة ، بينما ابنتها على الجانب الآخر ، وعلم إسرائيل خفاقا يرفرف على أحد المباني وكأنما الحياة أصبحت تقتل حتى رؤيتي .. جحيم اللحظات والمرأة تريد مني أن أزعق بصوتي لتسمعني ابنتها على الجانب الآخر .. جحيما أن يفصل الحي عن الحي سور وأسلاك شائكة، وعلم مدموغ بدماء الأبرياء.. ملعون يا أنا.. ملعون يا داء الخرس، ملعون في كل كتاب.. القتل مباح يا صديقي وأنا مثلي مسجونا في وطني، مكبل مثلك، قاتل وقتيل.. قاتل يا أنا.لا أريد أن أتكلم عن منظر الدماء يكفيني ما ارتوت عيني وقلبي منها ، يكفيني ما سكن منها في جراحي وقتلني ، يكفيني رؤيتي لنفسي أتمزق حزنا وألما ، يكفيني أن أصرخ وأصرخ وأصرخ ، وتحطم راحتي وجهي .؟..ألطم كالنساء ..ألطم كالنساء .. بينا يردد آخرون .. أنك غبي..لأنك ما زلت إنسانا.


This entry was posted on 9:14 م . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

0 التعليقات

إرسال تعليق