تجيء الأحلام دائما عندما لا تشتهيها.
وعندما ترغب في المزيد منها تغادرك وهى تزفر آخر أنفاسها بنفور..أنفاس الرحيل..ما أحلامك أيها الغر الساذج..طموحك لا شيء.أفكارك فضاء.جنونك حتى لا شيء..يحدث نفسه دائما ما أحلامك.عقم نفسه يقتله إحساسه بالتضاؤل يجذبه إلى منطقة اللاعودة..مجنون هو بأحلام الآخرين..يجذب آخر أنفاس سيجارته وينفث دخانها في تلذذ عجيب.يكاد يحرق إصبعيه يرفسها بقدمه..يتطلع باطراد ليشمل الجميع .الجنون...ماذا يريدون منه ؟ الجنون.هم أحق به منه..اسمحوا لي أن أتكلم أن أخاف ،أن أتلذذ بالألم،مجنونة هي حين أحبته فلم يكن هو فارسها المختار ولم تكن هي الأميرة المسحورة..فقدت الحياة كل معنى لها عندما أصبح الروتين يسيطر على كل الأشياء حتى على أحلامه..أحلام تأتيه الآن بالأمر.لا تفكر في الحلم،وعندما تجيئك أحلامك ادفع ضرائبها وابتسم"شعار المرحلة الجديدة""نفذ الأوامر ولا تعترض, وتهرب منك أميرتك حبيسة القصر, امرأتك التي أغواها الآخرون واستولى عليها الجميع؛لتفض بكارة أحلامها على رصيف تداول الأيام..فقدها عندما اعترفت بالآخرين وسمحت لهم أن يقتلوا الوقت ويتسلوا بقتلك, سحلوك تحت أحذية مقاسها أكثر من الخمسة والأربعين..لماذا تتعاظم الأقدام هذه الأيام،لماذا يتضخم الجميع وتسير النفوس في طريق بلا عودة..العمارات من حوله تتضخم يخرج من أمعائها الناس مشوهي الرءوس،وعيونهم تخرج عن محاجرها وتتقافز حوله في استفزاز منفر..يصفق الجميع دون أن تتحرك أيديهم..امرأته تفك قيود أسرها.وتنزع ملابسها دون حياء على قارعة الطريق, تتمزق أمعاؤه..وتخرج لتتقافز أمامه.. أمعاؤه تفرد على الإسفلت أمامه ويتلاعب بها الجميع ،مخه وخلاياه الرمادية تتناثر على الأرض..
يأتي أحد الكلاب الضالة ويتلاعب به؛ثم يلقف بقاياه بين أسنانه ويمضى ويتركه وحيدا بلا مخ بلا أمعاء بلا أحلام